القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

كائن لم تسمع به يتكلم وكان يأكله العرب (النسناس المتلكم)

وبناء ًعلي ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القوية والروايات والنصوص السالفة الذكر يمكن أن نعرف أن الأرض مجوفة من الداخل وأن هناك أمماً وأقواماً وشعوباً يسكنون فيما بين طباق الأرضين الستة التي توجد كلها في جوف أرضنا بعضها فوق بعض طِبَاقًا ويمكن حصرهم فيما يلي : أولا : عمالقة وأقزام أمم وأقوام يأجوج ومأجوج بأجناسهم المختلفة ثانيا: أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر - الذين يسكنون في الأرض الوسطي ثالثا: أهل مدينتي : (جابلقا ) و(جابرسا) رابعا: شياطين الجن السفلي الذين يعيشون في الأرض السابعة فهؤلاء المخلوقات علي اختلاف أشكالهم وأجناسهم يسكنون ويعيشون جميعاً فيما بين طباق الأرضين الستة التي توجد بعضها فوق بعض طِبَاقًا في عوالم جوف الأرض الداخلية العظيمة ..!! والجدير بالذكر أن هناك بعض من العلماء والمؤرخـين والجغرافيين والرحالة العرب القدامى - رحمهم الله - اعتقدوا أن أمة النِّسْنَاس كانوا من نسل من بقي من قوم عاد الذين كانوا قوماً جَبابرَة ذوي أجسامٍ يسكنون حيا بأرضُ وَبار باليمن فكثرتْ قبائلُهم حتى امتلأت بها أرضهم وعَظمتْ أموالُهم فطَغَوْا وبغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ولم يعرفوا حقَّ نِعَمِ اللهُ تعالى عليهم وعصوا رسول الله إليهم فأصابتهم من الله عز وجل نقمة علي المعصية التي اقترفوها فهلكوا وبقيت منهم بقية فبدّل الله تعالي خَلْقَهم ومسخهم نِسْناساً بناء علي ما جاء في هذا الحديث الغريب: ( أنَّ حَيَّاً من قوم عادٍ عَصَوا رَسُولَهُم، فَمَسَخَهُم الله نَسْنَاساً، لكُلِّ إنْسانٍ منهم يَدٌ ورِجْلٌ مِنْ شِقٍّ واحِد، يَقفزُونَ كما يَقُفزُ الطائرُ، ويَرْعَوْنَ كما تَرْعى البَهائِمُ ) وقد بحثت عن هذا الحديث الغريب ولكن للأسف الشديد لم اعثر له علي راوي ولعله من الأحاديث الموضوعة التي اشتهرت على ألسنة الناس ، كما استدلوا علي ذلك بالآثار القوية والروايات والنصوص والآراء التالية : 1- قال العلامة / ابن منظور - رحمه الله - في كتابه : (معجم لسان العرب) في : (الجزء السادس) ما نصه: ( النسناس : خلق في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم قال كراع النسناس فيما يقال دابة في عداد الوحش تصاد وتؤكل وهي على شكل الإنسان بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل الإنسان ، وفي الصحاح النسناس والنسناس جنس من الخلق يثب (أي يقفز ) أحدهم على رجل واحدة ، وفي التهذيب النسناس والنسناس خلق على صورة بني آدم أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم ، وقيل هم من بني آدم وجاء في حديث أن حيا من قوم عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل إنسان منهم يد ورجل من شق واحد يـَـنـْـقـُزون (أي يقفزون ويثبون) كما يَنـْـقـُـز الطير ويرعون كما ترعى البهائم ). 2- قال العلامة / ابن جرير الطبري - رحمه الله - في كتابه : (تاريخ الطبري) في : (الجزء الأول) ما نصه: ( كان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح أهل وبار بأرض الرمل رمل عالج وكانوا قد كثروا بها وربوا فأصابتهم من الله عز وجل نقمة من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية وهم الذين يقال لهم النسناس ). 3- قال العلامة / ابن الجوزي- رحمه الله - في كتابه : (غريب الحديث ) في : (الجزء الثاني) ما نصه: ( في الحديث ذهب الناس وبقي النسناس بفتح النون وكسرها وقد روى في تفسيره أن قوما عصوا رسولهم فمسخهم الله عز وجل نسناسا لكل واحد منهم يد ورجل فهو شق إنسان - نصف إنسان - يقفزون كما يقفز الطائر ويرعون كما ترعى البهائم ). 4- قال العلامة / الزبيدي - رحمه الله - في كتابه : (تاج العروس) في : (الجزء الرابع عشر) ما نصه: ( وَبَار بلدةٌ يسكُنها النِّسْنَاس وقيل هي ما بين الشِّحْر إلى صَنْعَاء أرضٌ واسعةٌ زُهاءَ ثلاثمائة فرْسخ في مِثْلها وقيل هي بين حَضْرَموت والسَّبوب وفي كتاب أحمد بن محمد الهَمْدَانيّ وباليمن أرضُ وَبار وهي فيما بين نَجْرَان وحَضْرَموت وما بين بلاد مَهْرَةَ والشِّحْر والأقوالُ متقاربةٌ وهي الأرضُ المذكورة في القرآن في قَوْلُهُ تَعالى : { أمَدَّكُم بأَنْعام وبَنين وجَنَّات وعُيون } قال الهَمْدانيّ وكانت وَبار أكثرَ الأرضين خَيراً وأخصبها ضِياعاً وأكثرَها مِياهاً وشجراً وثمراً فكثرتْ بها القبائلُ حتى شُحِنتْ بها أرضُوهم وعَظمتْ أموالُهم فأشِروا وبَطِروا وَطَغَوْا وكانوا قوماً جَبابرَة ذوي أجسامٍ فلم يعرفوا حقَّ نِعَمِ اللهُ تعالى فبدّل الله خَلْقَهم وصيَّرَهم نِسْناساً للرجل والمرأة منهم نِصف رأسٍ ونِصفَ وجه وعينٌ واحدةٌ ويدٌ واحدة ورِجلٌ واحدة فخرجوا على وجوههم يَهيمون في تلك الغِياض إلى شاطئ البحر يَرْعَوْن كما ترعى البهائم وصار في أرضِهم كلُّ نملة كالكلب العظيم تَسْتَلِب الواحدةُ منها الفارسَ عن فرسِه فتُمَزِّقه ). 5- قال العلامة/ ابن الأثير- رحمه الله - في كتابه: (الكامل في التاريخ ) في : (الجزء الأول ) ما نصه: ( قال ابن إسحاق فكانت أمرآة سام بن نوح صلب ابنة بتاويل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم فولدت له نفرا أرفخشذ وأشوذ ولاوذ وآرام قال ولا أدري آرم لأم أرفخشذ وإخوته أم لا فمن ولد لاوذ بن سام فارس وجرجان وطسم وعمليق وهو أبو العماليق ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون والفراعنة بمصر وكان أهل البحرين وعمان منهم ويسمون جاشم وكان منهم بنو اميم بن لاوذ أهل وبار بأرض الرمل وهي بين اليمامة والشحر وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية وهم الذين يقال لهم النِّسْنَاس وكان طسم ساكني اليمامة إلى البحرين فكانت طسم والعماليق وأميم وجاشم قوما عربا لسانهم عربي ولحقت عبيل بيثرب قبل أن تبنى ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى فاجتحفهم أي أهلكهم فسميت الجحفة ). 6- قال صاحب كتاب: ( الفائق ) - رحمه الله - في : (الجزء الثالث) ما نصه: ( النِّسْنَاس : روي عن أبي هريرة () قال: ( ذَهَبَ الناس وبَقِيَ النَّسْناس فقيل له : وما النِّسْنَاس ؟ قال: هُمْ يأجوج ومأجوج ) عن ابن الأعرابي والنون مكسورة ، وقيل خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم ، ويقال بل هم من بني آدم وفي الحديث إن حيا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل إنسان منهم يد ورجل من شق واحد يقفزون كما يقفز الطائر ويرعون كما ترعى البهائم ، ويقال إن أولئك انقرضوا والذين هم على تلك الخلقة ليسوا من نسل أولئك ولكنهم خلق أخر على حدة ). 7- قال صاحب كتاب: ( البدء والتاريخ ) - رحمه الله - في: (الجزء الثالث ) ما نصه: ( قالوا وسار وبار بن أميم فنزل بأرض وبار برمل عالج فهلكوا وأما ابن اسحق فإنه يزعم أن بني أميم بن لاوذ بن سام بن نوح نزلوا وبار فكثروا وربوا وعصوا فأصابتهم من الله نقمة فهلكوا وبقيت منهم بقية يقال لهم النسناس للرجل منهم يد ورجل من شق واحد يقفزون قفز الظبآء ووبار بلاد لا يطأها أحد من الإنس لما فيها من حس الجن وهي أكثر أرض الله نخلا وشجرا فيما يزعمون ). 8- قال أحمد بن محمد الهمذاني - رحمه الله - ما نصه: ( وبار كانت أكثر الأرضيين خيراً وأخصبها ضياعاً وأكثرها شجراً ومياهاً وثمراً , فكثرت بها القبائل وعظمت أموالهم وكانوا ذوي أجسام فأشروا وبطروا لم يعرفوا حق نعم الله تعالي عليهم , فبدل الله تعالي خلقهم وصيرهم نِسْناساً, لأحدهم نصف راس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحد . فخرجوا يرعون في تلك الغياض علي الشاطئ البحر كما ترعي البهائم , وهم فيما بين وبار وأرض الشحر وأطراف اليمن , يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الديار بالكلاب , وينفرونهم عن زروعهم وحدائقهم ). ولكن الحقيقة الغائبة عن الناس والتي قد لا يعرفها كثيرا منهم أن أمة النِّسْنَاس - ليسوا من نسل من بقي من قوم عاد الذين كانوا قوماً جَبابرَة ذوي أجسامٍ فطَغَوْا وبغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ولم يعرفوا حقَّ نِعَمِ اللهُ تعالى عليهم وعصوا رسول الله إليهم فبدّل الله عز وجل خَلْقَهم ومسخهم نِسْناساً ، ولكنهم خلق آخر مختلف عنهم خلقهم الله تعالي كما شاء على تلك الصورة البشرية الغريبة فجعل أجسامهم عبارة عن شق إنسان (أي نصف إنسان) يتكون من نِصف رأسٍ ونِصفَ وجه ونصف لحية وعينٌ واحدةٌ ويدٌ ورِجلٌ واحدة ، لان الذين يمسخهم الله عز وجل لايجعل لهم نسلا كما ثبت إنهم لا يعيشون هكذا أكثر من ثلاثة أيّام ثم يهلكوا بعد ذلك كما حقّقه اكثر العلماء والأدلة علي ذلك من السنة النبوية الشريفة والآثار القوية والروايات والنصوص ما يلي : 1- قال العلامة / الطبرسي - رحمه الله - في كتابه : ( مجمع البيان ) في : ( المجلد الثاني ) عن عبد الله بن مسعود () قال : قال رسول الله () : [ إن الله تعالي لم يمسخ شيئا ً فجعل له نسلا ً وعقبا ً ] 2- وأخرج الإمام / مسلم - رحمه الله - في " صحيحة " وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود () قال : سئل رسول الله () عن القردة والخنازير أهي مما ممسخ الله ؟ فقال () : [ إن الله لم يهلك قوما ً أو يمسخ قوما ً فيجعل لهم نسلا ً ولا عاقبة وإن القردة والخنازير قبل ذلك ] 3- قال العلامة / الألوسي - رحمه الله - في كتابه : ( روح المعاني) في : ( المجلد الأول) روي الإمام / مسلم - رحمه الله - في " صحيحة " في : ( كتاب القدر) : [ عن عبد الله بن مسعود () أن رسول الله () قال : لمن سأله عن القردة والخنازير : أهي مما مسخ ؟ قال إن الله تعالي لم يهلك قوما ً أو يعذب قوما ً فيجعل لهم نسلا ً وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك ] 4- وفي رواية أخري : أخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه - رحمهم الله - عن عبد الله بن مسعود () قال : سألنا رسول الله () عن القردة والخنازير أهي من نسل اليهود ؟ فقال () : [ لا .. إن الله لم يلعن قوما ً قط فمسخهم فكان لهم نسل ، ولكن هذا خلق فما غضب الله علي اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم ] 5- قال العلامة / البغوي- رحمه الله - في " تفسيره " ما نصه: (عن الكلبي ومقاتل: أنـزل الله خبزا وسمكا وخمسة أرغفة, فأكلوا ما شاء الله تعالى, والناس ألف ونيف فلما رجعوا إلى قراهم, ونشروا الحديث ضحك منهم من لم يشهد, وقالوا: ويحكم إنما سحر أعينكم, فمن أراد الله به الخير ثبَّته على بصيرته, ومن أراد فتنته رجع إلى كفره, ومسخوا خنازير ليس فيهم صبي ولا امرأة, فمكثوا بذلك - أي الممسوخين - ثلاثة أيام ثم هلكوا, ولم يتوالدوا ولم يأكلوا ولم يشربوا, وكذلك كل ممسوخ ). 6- قال الإمام / الحافظ ابن كثير الدمشقي - رحمه الله - في " تفسيره " في : ( الجزء الأول) : (عن عبد الله بن عباس () قال : فمسخهم الله قردة بمعصيتهم يقول إذ لا يحيون في الأرض إلا ثلاثة أيام قال: ولم يعش مسخ قط فوق ثلاث أيام ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل ) 7- قال صاحب كتاب: ( القاموس) - رحمه الله - ما نصه: ( وقيل: أولئك الذين بقوا من قوم عاد انقرضوا لانّ الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيّام كما حقّقه العلماء، وقوم النِّسْنَاس الموجودين على تلك الخلقة هم خلق على حدة، وهم ثلاثة أجناس: ناس، ونسناس ونسانس أو النسانس الإناث منهم ). وبهذا يمكن ان نعرف أن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- هم مخلوقات بشرية مختلفة خلقهم الله تعالي كما شاء على تلك الصورة البشرية الغريبة ولعلهم المشوهون احد اصناف أمم يأجوج ومأجوج سكان عالم جوف الأرض الداخلي والدليل علي ذلك هذا الاثر الغريب الذي رواه العلامة / إبراهيم بن وصيف شاه المصري - رحمه الله - في كتابه : (عجائب الدنيا ) : ( قيل إن يأجوج ومأجوج أمة لا يحصى عددها وقد زعم قوم أن مقدار الربع العامر من الأرض مائة وعشرون سنة وأن تسعين سنة منها يأجوج ومأجوج واثنا عشر للسودان وثمانية للروم وثلاثة للعرب وسبعة لبقية الأمم وقال أصحاب التاريخ أن يأجوج ومأجوج أربعون أمة مختلفين الخلق والعدد والأشكال ولكل أمة منهم ملك ولغة , ومنهم من طوله شبر , ومنهم من طوله ذراع وأطول , ومنهم المشوهون , ومنهم من يفرش أحد أذنيه تحته ويتغطى بالأخرى , ومنهم من له أذناب وقرون وأنياب بارزة ) والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هو الموطن الأصلي الذي كانت تعيش به أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- علي سطح الأرض ؟ وللإجابة علي ذلك نقول: إن الموطن الأصلي الذي كانت تعيش به أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- علي سطح الأرض في قديم الزمان هي منطقة صغيرة علي شاطئ بحر الهند وجزائرالصين كانوا يتمركزون فيها في ذلك الوقت والأدلة علي ذلك هي ما يلي : 1- قال العلامة الشيخ / كمال الدين الدميري - رحمه الله - في كتابه : (حياة الحيوان الكبرى) في : ( الجزء الرابع ) تحت عنوان : (النِّسْنَاس) ما نصه: ( وفي كتاب القزويني قال في " الأشكال " : إنهم أمة من الأمم لكل واحد منهم نصف بدن ونصف رأس ويد ورجل كأنه إنسان شق نصفين يقفز علي رجل واحدة قفزا ً شديدا ً ويعدوا عدوا ً شديدا ً منكرا ً، ويوجد في جزائر بحر الصين , وقال الميداني في باب الهمزة من الأمثال قال أبو الدقيس : إن الناس كانوا يأكلون النسناس وهم قوم لكل منهم يد ورجل ونصف رأس ونصف بدن ، يقال إنهم من نسل أرم بن سام أخي عاد وثمود ليست لهم عقول يعيشون في الآجام علي ساحل بحر الهند ، والعرب يصطادونهم ويأكلونهم وهم يتكلمون بالعربية ويتناسلون ويتسمون بأسماء العرب ويقولون الأشعار). 2- قال العلامة / الزبيدي - رحمه الله - في كتابه : (تاج العروس) ما نصه: (إن الناس كانوا يأكلون النسناس وهم قوم لكل منهم يد ورجل ونصف رأس ونصف بدن ، عن أبي الدقيش أنّه قال: إنهم من نسل أرم بن سام أخوة عاد وثمود ، وليست لهم عقول - أي النسناس - يعيشون في الآجام على شاطئ بحر الهند والعرب يصطادونهم ويأكلونهم ، وهم يتكلمون بالعربية ويتناسلون ويقولون الأشعار ويتسمون بأسماء العرب ). 3- قال علامة المؤرخين المسعودي - رحمه الله - في كتابه : (مروج الذهب ) ما نصه: (النِّسْنَاس: له عين واحدة يخرج من الماء ويتكلم وإذا ظفر بالإنسان قتله يوجد في جزائر الصين يقفز كما يقفز الطير وفي المحكم أنه سبع من أخبث السباع ). 4- قال صاحب كتاب: ( اختلاف الأئمة العلماء) - رحمه الله - في : (الجزء الرابع) ما نصه: ( ومن عجائب أصناف الناس قد جاء في الأخبار من صفة يأجوج ومأجوج ما ذكرناه في موضعه وكذلك من صفة النسناس بأرض وبار وصنف منهم بناحية بأمير وهي مفازة بين قشمير والتبت ووخان والصين وهم ناس وحشية مشعرة جميع أبدانهم إلا الوجه يقفزون قفز الظباء وحدثني غير واحد من أهل وخان أنهم يصطادونه ويأكلونه). هذه الآثار القوية والروايات والنصوص والآراء السابقة تدل علي أن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- خرجوا من موطنهم الأصلي الذي أسكنهم الله تعالي فيه منذ بداية الخلق في أوساط الأرض في احدي طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي إلي سطح الأرض الخارجي عن طريق التيارات المائية المندفعة القادمة من بحار ومحيطات عالم جوف الأرض الداخلي عبر فتحة منفذ القطب الشمالي التي توجد في أقصى شمال الأرض ثم ذهبوا ليعيشوا في الآجام على ساحل بحر الهند وجزائر بحر الصين القريبة من فتحة منفذ القطب الشمالي واستقروا وتمركزوا في عدة مناطق على ساحل بحر الهند وعدة جزر في بحر الصين منذ آلاف السنين وتناسلوا وتكاثروا وانتشروا في تلك الارض..!! وبناء ًعلي ما جاء في تلك الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القوية والروايات والنصوص يمكن أن نستنتج منها أن الأوصاف الشكلية والصفات الجسدية التي تميز أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- الذين يسكنون الآن في الأرض الوسطي في احدي طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي يمكن اختصارها علي النحو التالي : 1- أمة النِّسْنَاس يتكون جسم الرجل والمرأة منهم من شق إنسان (أي نصف إنسان) 2- أمة النِّسْنَاس لهم نِصف رأسٍ ، ونِصفَ وجه ، ونصف فم ، ونصف لحية..!! 3- أمة النِّسْنَاس لهم عينٌ واحدةٌ ..!! 4- أمة النِّسْنَاس لهم يدٌ واحدة ..!! 5- أمة النِّسْنَاس لهم نصف صدر..!! 6- أمة النِّسْنَاس لهم رِجلٌ واحدة ..!! 7- أمة النِّسْنَاس يتكَلّمون مثل الإِنسانِ ويقولون الشعر..!! 8- أمة النِّسْنَاس يَرْعَوْن في أرضِهم كما ترعى البهائم ..!! 9- أمة النِّسْنَاس يقفزون على قدم واحدة قفزاً شديداً ويعدون بسرعة مذهلة ..!! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: من الذي أتي بأمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- من موطنهم الأصلي الذي كانوا يعيشون فيه علي ساحل بحر الهند وجزائر بحر الصين إلي أرض اليمن وعمان بجزيرة العرب ؟ وللإجابة علي ذلك نقول: أن الذي أتي بأمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- من موطنهم الأصلي الذي كانوا يعيشون فيه علي ساحل بحر الهند وجزائر بحر الصين إلي أرض اليمن وعمان بجزيرة العرب هو الملك التُبع العبد بن أبرهة بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب الملقب بـ : ( ذو الأذعار ) وسمي بذلك لأنه كان قد غزا بلاد النسناس فقتل منهم مقتله عظيمة وغنم وأصاب مالا وفيرا ورجع إلى اليمن بالنسناس ، ولهم خلقة غريبة منكرة ، فذعر الناس منهم فسمى ذا الأذعار والأدلة علي ذلك هي ما يلي : 1- قال صاحب كتاب: ( المعارف ) - رحمه الله - في : (الجزء الأول) ما نصه: ( ملك العبد بن أبرهة ثم ملك بعده أخوه التُبع العبد بن أبرهة وهو ذو الأذعار سمي بذلك لأنه كان غزا بلاد النسناس فقتل منهم مقتله عظيمة ورجع إلى اليمن من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم فذعر الناس منهم فسمي ذا الأذعار وكان هذا في حياة أبيه فلما ملك أصابه الفالج فذهب شقه قبل غزوه وكان ملكه خمسا وعشرين سنة ). 2- قال صاحب كتاب: ( البدء والتاريخ ) - رحمه الله - في: (الجزء الثالث) ما نصه: ( قالوا وكان ملكه مائة وخمسا وعشرين سنة ثم ملك بعده أبرهة ذو الأذعار وسمى به لأنه غزا بلاد النسناس وجآء بقوم وجوههم في صدورهم فذعر الناس لذلك وكان ملكه خمسا وعشرين سنة ). 3- قال السيد مرتضي العسكري- رحمه الله - في كتابه : ( عبد الله بن سبأ ) في : (الجزء الثاني ) تحت عنوان : (النسناس ) ما نصه: ( وروى عن هشام بن محمد الكلبي النسابة - رحمه الله - انه قال: أن الملك عبد بن إبرهة بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب ، غزا ناحية من أقاصي بلاد المغرب فغنم وأصاب مالا وقدم بالنسناس لهم خلق كثيرة وحشية منكرة ، فذعر الناس منه فسمي ذا الاذعار ). 4- قال علامة المؤرخين المسعودي - رحمه الله - في كتابه : (مروج الذهب ) ما نصه: ( وقد كان الخليفة المتوكل على الله - عاشر الخلفاء العباسيين - في بدء خلافته سأل حنين بن إسحاق أن يتأتى له في حمل أشخاص من النسناس والعَربَد، فلم يسلم منهم إلى سرّ من رأى - مدينة سامراء في العراق - إلا اثنان من النِّسْنَاس . وقال : " وقد أتينا على شرح هذا الخبر في من أرسل إلى اليمامة في حمل العَربَد ، وإلى بلاد الشحر في حمل النسناس في كتابنا أخبار الزمان ). وقوله : (أشخاص من النسناس والعَربَد ) العرَبَد : هي نوع من الحيّات العظيمة تأكل الحيات تكون ببلاد حجر اليمامة . وهذا يعني بان بقايا أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- كانت موجودة إلي وقت قريب من زمن الخليفة العباسي المتوكل علي الله عاشر الخلفاء العباسيين ثم انقرضت ولم يعد لها وجود الآن علي سطح الأرض فهذه الروايات عن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- وردت في الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القوية والروايات والنصوص بالأسانيد الحسان ، وقد نقلها العلامة / ابن جرير الطبري - رحمه الله - شيخ المؤرخين في تاريخه والذي يعتمد عليه الكثير من جهابذة العلم وأساطين المعرفة ، حتى أصبحت من الحقائـق التاريخية الثابتة المسلم بصحتها بين العلماء في ذلك الوقت ..!! أيها الإخوة الأحباب: بعد أن ذكرنا لكم أخبار أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر - وبينا لكم كيفية انتشارها في الكتب العربية القديمة في تراثنا الإسلامي والعربي زهاء أربعة عشر قرنا من الزمان ، وأوضحنا لكم كيف تناقلها رجال العلم وأساطين الفلسفة ورواد اللغة وأئمة الفقه والتاريخ والسير والأنساب اعتقد أن ذلك التواتر في النقل ربما قد يوجب اليقين عند بعض الناس الذين يشككون ويكذبون بوجود أمة النِّسْنَاس ويعتبرونها مجرد أسطورة اخترعها العرب عبر القرون..!! أقول إن هذه الآثار القوية والروايات والنصوص والآراء بإسنادها إلى من رأوا النِّسْنَاس وسمعوا حديثه، وشعره ، وقد رأوه بيد واحدة، ورجل واحدة، وعين واحدة، ونصف وجه، رأوه يقفز قفزا شديدا ويعدو اسرع من عدو الفرس الجواد ..!!
وإلى من شارك في اقتناصه وأكل لحمه شواء وقديدا ..!! وإلى من استشكل من أكل لحمه لأنه إنسان ينطق، ويقول الشعر فقالوا له: إنّ له كرشا ويجترُّ، فلهذا يحلُّ أكله ..!! وإلى من روى أنَّ الخليفة المتوكل على الله أرسل من حكماء عصره من أتى بالنِّسْنَاس والعرَبَد - نوع كالحيّات تكون ببلاد حجر اليمامة - إليه ..!! وإلى من ذكر نسب النِّسْنَاس ، وأنّه من بني أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام بن نبي الله نوح - عليه السلام - وأنَّ اللّه مسخهم نِسْناساً (أي نصف إنسان) لمّا تجبرّوا، وطغوا..!! وإلى من روى بأنّهم من إخوة عاد يعيشون في الآجام على ساحل بحر الهند وجزائر بحر الصين ، يتكلّمون بالعربية، ويتناسلون، ويقولون الأشعار، ويتسمّون بأسماء العرب..!! واخيرا ما روي عن اختلاف العلماء في أكل لحم النِّسْنَاس فأحلّه قوم وحرَّمه آخرون، ومنهم من حرَّم البرّيَّ منه وأحلّ البحريَّ ..!! فهل بعد كلّ ما ذكره العلماء والمفسرين الكبار والمؤرخـين والجغرافيين والرحالة العرب القدامى - رحمهم الله - عن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر - وما تناقلوه من أخبارهم عبر القرون، من روايات مسندة ، ومرسلة ، وبعد كل تلك التحقيقات الرشيقة والتأكيدات البليغة يشكّ أحد من القراء الأعزاء الآن في وجود تلك الأمة مع ورود أسمائها وقصصها مسندة تارة، ومرسلة أخرى في كتب التاريخ والأدب العربي القديم في تراثنا الإسلامي والعربي ، مما يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- كانوا يعيشون علي سطح الأرض في قديم الزمان علي شاطئ بحر الهند وجزائر بحر الصين وفي حقبة زمنية معينة بأرض اليمن وعمان بالجزيرة العربية ..!! والجدير بالذكر أن الكاهن/ شق المعروف بجزيرة العرب في عهد ربيعة بن نظر واسمه : الشق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن قسر بن عبقر بن أنمار بن نزار، وأنمار أبو بجيلة وخثعم ، وكان ذلك الكاهن عبارة عن شق إنسان (أي نصف إنسان) له عينٌ واحدةٌ ، ويدٌ واحدة ، ورِجلٌ واحدة ، وكانت له تنبؤات غريبة مع الساحر/ سطيح ، فهل كان الكاهن/ شق من نسل أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- الذين يسكنون في الأرض الوسطي بعالم جوف الأرض الداخلي ..!! وأحب أن انوه إلي شيء هام: أن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر - الذين يسكنون الآن في الأرض الوسطي في احدي طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي ليسوا هم المقصودين بالحيوان الشقي خفيف الظل المعروف بين عامّة الناس باسم : (النسناس) فهو نوع من فصيلة القرود صغير الجسم طويل الذنب يشبهها في الخلقة والخلق والذكاء والفطنة ، والنسانيس أنواع كثيرة تختلف عن القرود في شيء واحد وهو أن النسانيس أصغر من القرود في أحجام أجسامهم . الخلاصة : أن أمة النِّسْنَاس - أنصاف البشر- هم في الحقيقة بشر من بني آدم من ولد النِّسْنَاس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام بن نبي الله نوح - عليه السلام - خلقهم الله تعالي كما شاء على تلك الصورة البشرية الغريبة المشوهه فجعل أجسامهم عبارة عن شق إنسان (أي نصف إنسان) يتكون من نِصف رأسٍ ، ونِصفَ وجه ، ونصف فم ، ونصف لحية ، ونصف صدر، وعينٌ واحدةٌ ، ويدٌ ورِجلٌ واحدة ، وهم يتكَلّمون مثل البشر ويقولون الشعر ، ويتناسلون ويتكاثرون ، ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم ، ويقفزون على قدم واحدة قفزاً شديداً ، ويعدون بسرعة مذهلة ..!! وقد كانت العرب قديما يستحلون لحومهم وهم صيد مفضل لأهل اليمن فيصطادونهم بالكلاب ويأكلونهم مشويين ، وكانوا يعيشون علي سطح الأرض في قديم الزمان حيث كانوا يتمركزون في منطقة صغيرة علي ساحل بحر الهند وجزائر بحر الصين ، وتواجدوا في حقبة زمنية معينة بأرض اليمن وعمان بالجزيرة العربية ، ثم كان الإنقراض هو مصيرهم المحتوم ، ولم يعد لهم أي وجود علي سطح الأرض ، ولكنهم يسكنون الآن في الأرض الوسطي في احدي طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي والله سبحانه وتعالي اعلي واعلم
هل اعجبك الموضوع

تعليقات